تتأجج زوايا روحي اشتعالا وتضطرب أفكاري مرارا، انزويت عن عالم مجروح ينوح ويصرخ كالطفل المفزوع، تهمس خبايا نفسي ألحانها وتعزف قيثارة ماض لن يعود، ترثي العيون دموعها، فقد ألهبتها أشواق وحنين مكلوم، فكلنا أخوة على نهج مستقيم، ولكن هيهات فقد اعوج النهج وتهدم الجسر المنشود على الاستقامة، فلكل فرد حياة، فنحن نعيش في أسرة واحدة في المعنى ولكنها مشتتة بالفكرة إلى أين آلت بنا الحياة؟ يستقيم القلب على العاطفة، ويعوج العقل عن التفكير، أحاول جاهدا اقتحام بنك الكلام إلا أن الصمت يخولني، أن أكون سفيرا للغموض، هذا حالي وحال الشباب، فمن يفتح الصدور ويدبر العقول لفهم هذه القلوب التي تعاني الانكسار من عالم ينظر للحياة بأنها ثراء، ورمينا اﻷخلاق على حواف الطرقات، تنادي لعابر سبيل أن يعيد التقاطها ولملمتها، لتعود نهجا لحياة غرقت في بحر اﻷوحال!